المغرب يقرر إنشاء قناة فضائية أمازيغية

المغرب يقرر إنشاء قناة فضائية أمازيغية

ستُخصص قناة فضائية مغربية جديدة كليا للثقافة الأمازيغية تلبية لطلب طال انتظاره من قبل قطاع واسع من الجمهور المغربي. فقد وضعت الحكومة المغربية اللمسات الأخيرة على حيثيات البث لضمان أن تكون القناة الوطنية الجديدة جاهزة لإذاعة برامج متنوعة الاهتمامات حسب تصريح وزير الاتصال خالد الناصري أمام البرلمان يوم الأربعاء 23 يناير.

وورد في بيان لديوان رئيس الوزراء أن "الحكومة مستعدة للقيام بجميع الترتيبات الضرورية لإنشاء القناة الأمازيغية". وستكفل وزارتا الاتصال والمالية جانب التمويل الذي يتوقع أن يبلغ 168 مليون درهم (21.7 مليون دولار) في حين تعرض الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مقر القناة الرئيسي وحصة هامة من موظفيها؛ كما سيُعهد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمسؤولية التدريب وجانب من الإنتاج.

يذكر أن مقترحات بتأسيس القناة قد تم إرجاؤها في نوفمبر 2006 بسبب الصعوبات المالية لكن الحكومة عازمة اليوم على إطلاق البث في القناة الجديدة. وقد تشكلت لجنة تضم أعضاء من الشركة الوطنية والمعهد الملكي ووزارة الاتصال للعمل على صياغة الإنتاج ومناولة الجوانب التقنية والتجهيز والموارد البشرية للمشروع قبل أن تتكفل به الحكومة.

وقال الوزير إن برامج البث ستكون باللهجات الأمازيغية الثلاث: تمازيغت وتاريفيت وتشلحيت. وأوضح الناصري "هذه القناة مخصصة لتلبية احتياجات قطاع كبير من المشاهد المغربي في مجال الإعلام والثقافة والتعليم والترفيه"

وقال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إن الهدف يتمثل في تقريب الأمازيغية لجمهور غير عليم باللغة.

وقد أثار إنشاء قناة خاصة باللغة والثقافة الأمازيغيتين اهتماما لدى حركات الثقافة الأمازيغية. فحتى الجماعات التي تؤيد المعهد الملكي رحّبت بالخطوة.

ابراهيم باوش، ممثل منظمة المواطنة الأمازيغية بالرباط قال لمغاربية إن جميع الأمازيغ ينتظرون قدوم القناة الجديدة بفارغ صبر "إنها بمثابة تصالح مع الأمازيغية في سياق خطوة لترويج التنوع الثقافي. طلب الحركة الأمازيغية لإدماج الأمازيغية في نسيج الإعلام المغربي العام سيؤتي أكله أخيرا". وقال إنه على الرغم من قيام القناتين الوطنيتين الأولى والثانية ببذل جهودها لبث برامج بالأمازيغية غير أنها تُبرمج في ساعات غير ذروة المشاهدة".

أما سعيد أمسكان الناطق باسم الحركة الشعبية التي جعلت من الدفاع عن اللغة الأمازيغية مكونا رئيسيا لسياسة الحزب فقال إن القناة ستلبي تطلعات الناس الذي لا يتحدثون العربية. لكنه أعرب عن قلقه في أن تؤدي القناة الجديدة إلى نوع من الانفصال. فهو يعتقد أن حلا بديلا يكمن في بث المزيد من البرامج الأمازيغية عبر القنوات القائمة أصلا.

وأوضح "نحن جميعا جزء من مجتمع واحد. ليس هناك مغربي يزعم بأنه إما عربي أو أمازيغي 100 بالمائة. المغرب خليط متنوع من الثقافات".



سارة الطواهري من الرباط- 30/01/08
المصدر مغاربية